من برشلونة إلى مدريد.. “الأبقار المقدسة” تلاحق النادي الملكي

روافدنيوز/متابعة
بعد سنوات من المعاناة التي عاشها برشلونة بفعل ظاهرة “الأبقار المقدسة” التي أرهقت خزائن النادي الكتالوني لسنوات طويلة، باتت هذه العدوى تلاحق الغريم التقليدي ريال مدريد الذي يعيش منذ مواسم عدة، معاناة كبيرة مع لاعبين باتوا عاجزين عن تقديم الفائدة المرجوة لكتيبة العملاق العاصمي.
قبل أعوام ماضية، واجه برشلونة مشكلة حقيقية بفعل لاعبين أُطلِق عليهم وصف “الأبقار المقدسة” الذي استُخدِم للإشارة إلى مجموعة من اللاعبين المخضرمين الذين كانوا يتقاضون رواتب فلكية لا تتناسب مع تقدمهم في السن وابتعادهم عن الظهور بأفضل مستوياتهم.
شكل لويس سواريز، جيرارد بيكيه، جوردي ألبا، سيرخيو بوسكيتس، وسيرجي روبرتو، إرهاقًا كبيرًا لخزينة النادي الكتالوني، بفعل الرواتب الباهظة التي تقاضاها هذا الخماسي، رغم تراجع مستوياتهم الفنية والبدنية بصورة كبيرة، في الوقت الذي اتهم فيه البعض، الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي باستغلال مكانته للإبقاء على أصدقائه في التشكيلة الأساسية، وهو ما انتهى بنتائج كارثية لسنوات في دوري أبطال أوروبا.
وبعد ترك لويس سواريز يرحل صوب أتلتيكو مدريد عام 2020، في صفقة قدرت قيمتها خلال ذلك الوقت بنحو 9 ملايين يورو، ثم اعتزال جيرارد بيكيه بشكل مفاجئ مطلع عام 2023، قبل مغادرة الثنائي سيرخيو بوسكيتس وجوردي ألبا بالمجان صوب إنتر ميامي الأمريكي، ومن ثم توديع سيرجيو روبرتو عبر رحيل مجاني آخر عام 2024، صوب كومو الإيطالي، بدأ برشلونة يتعافى من ظاهرة “الأبقار المقدسة” لتبدأ قدراته المالية بالتحسن عبر توفير الرواتب الباهظة التي كان يتقاضاها هذا الخماسي، والتي كانت تقترب في مجملها من 100 مليون يورو سنوياً.
الأبقار المقدسة تطارد ريال مدريد بعد برشلونة
لكن كابوس “الأبقار المقدسة” انتقل بالفعل من برشلونة الذي بدأ يعتمد على تشكيلة شابة يقودها لامين يامال، ليصيب الغريب التقليدي ريال مدريد، الذي لطالما اشتهر بصفقاته الكبرى، إلا أنه عانى من سوء التعامل مع بعض الأسماء الكارثية في السنوات الأخيرة.
كان أول هذه الأسماء غاريث بيل الذي تعاقد معه النادي الملكي عام 2013، قادمًا من توتنهام هوتسبير مقابل 101 مليون يورو، بوصفه الخليفة المنتظر للأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو، لكن الأمر انتهى بالنجم الويلزي حبيسًا لمقاعد البدلاء، رغم تقاضيه راتبا مرتفعا تصل قيمته إلى 28 مليون يورو، دون المشاركة في المباريات، قبل تركه يرحل بالمجان عام 2022 صوب لوس أنجلوس الأمريكي.
وتكرر الأمر مع إيدين هازارد القادم من تشيلسي عام 2019، في صفقة ضخمة تجاوزت قيمتها حاجز الـ 120 مليون يورو، لكن اللاعب البلجيكي فشل في تثبيت أقدامه، وظل حبيس مقاعد البدلاء مع تقاضيه راتباً يزيد عن 23 مليون يورو سنويًا، قبل الاعتزال بصورة نهائية عام 2023.
دافيد ألابا.. كابوس الملكي الجديد
هذا الكابوس، يعيشه ريال مدريد في الموسم الحالي، مع النمساوي دافيد ألابا، الذي يشكل الصداع الأكبر لإدارة النادي الملكي، إذ يتقاضى راتبًا سنويًا يصل في قيمته الإجمالية إلى 25 مليون يورو، مع اكتفائه باللعب هذا الموسم لمدة 10 دقائق فقط.
ما يريده ريال مدريد في الوقت الراهن، التخلص من الأسماء التي باتت تمثل ثقلًا على كاهل الخزينة المالية للنادي الملكي، بتقاضيها رواتب كبيرة من دون المشاركة مع الفريق، كما هو الحال لدى فيرلاند ميندي أيضًا؛ إذ يستهدف النادي إكمال مشواره بأسماء شابة يقودها الفرنسي كيليان مبابي، والبرازيلي فينيسيوس جونيور، إلى جانب الإنجليزي جود بيلينغهام./انتهى