تقيدهم هو تقييد للمستقبل… ضرورة الإهتمام والموهوبين وووضع الخطط التطويرية المناسبة لهم

تحقيق / أحمد الشمري
للمدارس الدور المحوري الأهم في اكتشاف ورعاية الطلبة الموهوبين وتطوير مهاراتهم ورعايتهم . ويبدأ هذا الدور من تمييزهم ووضع برنامج يتضمن خطة شاملة لرعاية تلك المواهب ، وتوفير بيئة تعليمية داعمة تشجع الروح الإبداعية وتفتح آفاق التعبير عن قدرات الموهوبين وتعرف كيفية التعامل معهم، وكذلك وضع برامج إثرائية متخصصة ومدروسة من شأنها أن تلبي احتياجات اصحاب هذه المواهب وتدريب الكوادر التعليمية من اجل تطوير قدراتهم على التعامل مع هذه الفئة وتبدأ من وجود مكتبة مدرسية ومختبرات الى تنظيم المسابقات ووضع الجوائز التشجيعية .
إن مسؤوليات المدرسة تشمل أيضًا توفير الأدوات والتجهيزات المطلوبة التواصل الفعال مع أولياء الأمور، وتنظيم أنشطة ومسابقات تعزز المواهب للوصول للهدف النهائي وهو إعداد قيادات وكوادر الغد في مختلف المجالات من خلال تنمية قدرات الطلاب الموهوبين وتمكينهم.
التشجيع ضرورة لابد منها
وقالت تبارك علاء (كربلاء المقدسة) : هنالك الكثير من المواهب التي يمتلكها الطلبة في مختلف الصفوف الدراسية في مدرستنا، وهذه المواهب وجدت في مدرستنا مساندة ويد العون فمدرستنا تقدم الكثير من الاهتمام بالمواهب ونظمت لها المعارض وكذلك الدورات ولم تقتصر على مواهب خاصة بالبنات واقصد التطريز والخط والرسم والخطابة بل حتى نضمت دورات الالعاب من كرة قدم وتنس وغيرها . واضافت علاء ” من هنا يبرز دور المدارس في الكشف عن تلك المواهب والإمكانات والطاقات الكامنة لدى الطالبات ، والعمل على دعمها وتنميتها وتطويرها ، بما ينعكس على شخصيات الطلاب وينتج منهم أشخاصاً ذوي قدرات إيجابية ومفيدة لأنفسهم والمجتمع ، قادرة على الإبداع والتجديد والابتكار في كل المجالات . وتعمل المدارس على القيام بهذا الدور عبر خطط وبرامج مدروسة تضعها وتنفذها على مدار العام الدراسي، وتستمر من مرحلة دراسية إلى أخرى حتى يتحقق الهدف منها والوصول إلى أقصى درجات الإبداع والنجاح لأن ترك هذه المواهب دون تشجيع ومساعدة يؤثر على اصحاب المواهب وتندثر مواهبهم وربما يؤثر على سلوكاتهم في الحياة ويخلق افراد دون شغف ومحبة للحياة.
في موهبتي أجد الحياة
فيما تحدثت مارس محمد (16 سنة / القادسية) عن موهبتها مع الرسم قائلةً ” : بدأ اهتمامي بموهبتي منذ ان كنت في سن الثمان سنوات حيث بدأ شغفي من الرسم وعشق الألوان. والمعروف عن اغلب الاطفال في بداية اعمارهم ولعهم بالكتابة والرسم على اي شيء يكون امامهم ، ومن برزت بواكير الموهبة وبعدها جاء التشجيع وبشكل خاص من قبل مدرساتي في المدرسة وكذلك من المحيط الاسري والمجتمعي الذي أعيشه. واضافت ” للاسف بعدها انقطعت عن الرسم وانا بعمر الثاني عشر تقريباً ولكن انقطاع كان اشبه باستراحة محارب وسرعان ما عدت الى عالم الألوان وبدأت مرحلة ورحلة جديدة مع الرسم على الرغم من أن الالوان كانت عادية وكذلك نوع الورق واللواحات ولكن في هذا كله المهم للرسام هو وجود الحافز في المواصلة والشغف في المواصلة. واشارت ” في الرسم اجد عالمي ومتنفسي الوحيد كلما مررت بضيق او ظرف ما ، اجد الرسم مفتاحاً للتخلص من تلك المعاناة والضغوطات ولكن كم يكون اجمل لو تحولت موهبتي هذه من موهبة استطيع من خلال التخلص من ضغوطات الحياة الى فن ودراسة ومشروع حياة وذلك من خلال وجود الدعم والتشجيع وتوفير المسابقات والمعارض بدل كونها مدعاة للهروب من الواقع وضغوط الدراسة.
حافز لرسم مستقبل ناجح
في حين تقول لينا قصي ( ديالى ) : انا لدي موهبة حب الكتابة والتعبير عن الافكار ربما مازلتُ مشروع كاتبة واحاول جهد الإمكان ان اكون كاتبة في المستقبل . اما عن بدايتي فأنها جاءت من خلال اطلاعاتي وقراءتي لبعض الكتب، فقد وجدت في الكتب عالمي الخاص وبتعبير اخر فأنني من خلال الكتابة احاول خلق حياة بعيدة من الواقع وما يشوبه من ضغوطات وكذلك الظروف المحبطة التي تمر بنا احياناً، كما أحاول من خلال الكتابة رسم ملامح لمستقبلي وربما من خلال اضع خطط للسنوات المقبلة ، وكذلك اكتب شيء من مذكراتي وما اسمعه من الاخرين وأدونه .
وتنوه قصي : الكتابة عامة تمكننا من إخراج مخزون الأفكار والمشاعر والهواجس ، لذا فهي تساعد كثيراً في تحسين الصحة النفسية لمن يستخدمها وبالأخص من تعرضوا لضغوط أو صدمات فهي اشبه بالحوار مع الحكمة ذاتها. كما إنها تساعد أيضاً في تحسين الذاكرة وكذلك الاسترخاء بعد إجهاد يوم طويل ، وتمكننا الكتابة من رؤية الأمور من منظور وجانب آخر وبالتالي الاستفادة من التجارب السابقة وإيجاد الحلول والنقاط المضيئة والإيجابية في التجارب السلبية التي مر بها الإنسان .
الموهبة وحدها لا تكفي ..
بنما ترى نريمان احمد النجفي “23عاماً” ان الموهبة وحدها لا تكفي ولابد من توفر عوامل اخرى لنجاح تلك الموهبة، قائلةً : لكل انسان موهبته الخاصة به والتي منحها له الخالق وهي غريزة في النفس البشرية ولكن هذه الموهبة وحدها لا تكفي فلابد من الدعم المعنوي والمادي وتذليل الصعاب امان هذه الموهبة ، فالدعم والتشجيع هما اللبنة الاساس لنجاح تلك الموهبة ودونها يكون الفشل وتبدأ اولى هذه الخطوات من العائلة فالتنشئة الاجتماعية حافز كبير لبروز المواهب ، واستدركت النجفي” احياناً يكون الدعم مبالغ بهِ وياخذ مساراً اخر لتلك الموهبة ويخلق نوعاً من عدم التوازن بين النضج العقلي والنضج الانفعالي وكذلك يكون ببعض الاحيان تلك التوقعات العالية او المبالغة فيها بالتحفيز لهُ تأثير عكسي سواء كان من الاهل او المدرسة ، ربما يحملون صاحب الموهبة أحمالاً اضافية على عاتقه ومسؤلية كبيرة اتجاه نفسه واتجاه أهله ومدرسته فا يمكن مـٰن ارتباكة يخفق وكذلك يؤدي الى عدم نضوج المهارات والمواهب بالصورة الصحيحة.
بالأجيال نصنع المستقبل
من جانب اخر يؤكد الباحث الاجتماعي الدكتور علي النعيمي ، على أهمية الاعتناء بالمواهب وتطويرها خدمة للمجتمع والبلد ، قائلاً : تبدأ رحلة المجد للدول من خلال الاعتناء با