التقى صدام وحرر 22 اميركيا ودفع الرشاوى.. وفاة آخر اقطاب النفط التقليديين في اميركا

روافدنيوز/ متابعة
توفي احد “عمالقة” رجال النفط في العالم، اوسكار وايت الذي يعيش في هيوستن الاميركي، عن عمر ناهز الـ100 عام، والذي سبق وان تمت ادانته بدفع رشاوى لحكومة صدام حسين مقابل الفوز بعقود نفطية ضمن برنامج “النفط مقابل الغذاء” خلال فترة الحصار.
وقالت صحيفة واشنطن بوست، ان اوسكار وايت، وهو رجل النفط من هيوستن توفي الأربعاء، كان من آخر أقطاب النفط التقليديين، بثقةٍ بنفسه وصراحته، حيث أمضى نصف قرنٍ في تحويل قرضٍ بقيمة 850 دولارًا إلى تأسيس شركة طاقة، كوستال كورب، المدرجة ضمن قائمة فورتشن 500، والتي باعها لشركة إل باسو للطاقة عام 2001 مقابل أكثر من 20 مليار دولار.
في مذكراته المنشورة عام 1993، وصف حاكم ولاية تكساس السابق جون كونالي وايت بأنه “عودة إلى رجال النفط المستقلين من عصر آخر، أولئك الذين حفروا ثرواتهم بأيديهم تقريبًا وقاتلوا من أجل حمايتها وتوسيعها”
وتقول صحيفة واشنطن بوست، ان القضية الجنائية التي تورط فيها وايت تتعلق ببرنامج النفط مقابل الغذاء التابع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي سمح للعراق ببيع نفطه فقط إذا استُخدمت الأرباح لتوفير الغذاء والدواء أو غيرها من السلع الأساسية للمدنيين العراقيين.
وسعى البرنامج، الذي أُنشئ عام ١٩٩٦، إلى تخفيف وطأة العقوبات المفروضة بعد غزو العراق للكويت عام ١٩٩٠، وسُمح للعراقيين باختيار الشركات التي ستتلقى النفط.
وبحسب تحقيق أجراه رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق بول فولكر في عام 2005، دفعت أكثر من 2200 شركة ما يقرب من 1.8 مليار دولار كرشاوى للفوز بعقود، بحسب واشنطن بوست.
في عام ٢٠٠٧، وبعد ثلاثة أسابيع من الإدلاء بشهادته في محاكمته الجنائية، أقر وايت بالذنب في تهمة التآمر لارتكاب احتيال إلكتروني، وهي إحدى التهم الخمس التي وُجهت إليه، وفي إقراره بالذنب، اعترف وايت بدفع ٢٠٠ ألف دولار أمريكي كرشاوى للعراق عام ٢٠٠١، مُحوّلة عبر حساب مصرفي في الأردن.
قال وايت بعد إقراره بالذنب في محكمة مانهاتن الفيدرالية: “لم أُرِد إضاعة المزيد من الوقت وأنا في الثالثة والثمانين من عمري في التلاعب بهذا الأمر. كلما أسرعتُ في إنهاء الأمر، كان ذلك أفضل”، وقضى تسعة أشهر في السجن، ووافق أيضًا على التنازل عن 11 مليون دولار.
في ثمانينيات القرن الماضي، أبرم وايت صفقات مع ليبيا (عبر فرعها الدولي) ومع الصين ، وقبل حرب الخليج عام ١٩٩١، عرض وايت على صدام حسين، حصةً في عمليات التكرير الدولية لشركة كوستال. وباتباعه سياسة خارجية منفردة، سافر وايت إلى بغداد برفقة كونالي وعاد مع ٢٢ رهينة أمريكيًا، وانهارت صفقته مع صدام لاحقًا./انتهى