“المداحون” الدينيون يثيرون الجدل في إيران.. من هم وماذا فعلوا؟

روافدنيوز/ متابعة
أشعل اثنان من المنشدين الدينيين المعروفين في إيران بـ”المَدّاحين” جدلاً خلال الأسبوعين الأخيرين، بإساءتهما إلى شخصيات محلية وأجنبية. أحدهما يُدعى علي رضائي، وقد أساء في حفل دينيّ، أقيم في مدينة “قم” (وسط إيران) إلى أهل السنة، لا سيّما إمام جمعة محافظة سيستان وبلوشستان (جنوب شرقي إيران) مولوي عبد الحميد، ووصف مسجد “مكي” في زاهدان (مركز المحافظة) بمسجد ضِرار (هو مسجد اتّخذه المنافقون ضِراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين في المدينة، وأمر نبيّ الإسلام بهدمه وهُدم).
وفي أعقاب الاحتجاجات الواسعة التي أبداها المجتمع، سواء من أهل السنة أم الشيعة، أُلقي القبض على “المَدّاح” المذكور. اللافت أن مولوي عبد الحميد أعلن في بيان أنه لن يرفع دعوى ضد هذا المدّاح بل يتوجّب إصلاحه، لا معاقبته.
وكتب علي مطهري النائب السابق في البرلمان الإيراني، ونجل أحد أبرز رجال الدين الشيعة، في منشور على منصة “إكس” أن هذا “المداح” تصرّف وفقاً لرؤية (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو لزرع الخلاف بين المسلمين.
لكن هذا الجدل لم يكد ينحسر حتى أشعل “مَدّاح” آخر جدلاً ثانياً. ففي مراسم أقيمت في الحسينية الجامعة في مدينة أردبيل (شمال غربي إيران)، هاجم مدّاح مغمور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، واتهمهما بالوقوف أمام المقاومة الإسلامية، مثلما فعل في الماضي معاوية بن أبي سفيان والسلطان سليم العثماني حينما تصدّيا للشيعة.
وبينما كانت هذه المراسم تُبثّ عبر التلفزيون الإيراني على الهواء مباشرة، نعت هذا المدّاح الرئيسين التركي والأذربيجاني بـ”أولاد الحرام”.
كان هذه تكفي لكي يطالب الرئيس إلهام علييف إيران بتقديم اعتذار رسمي وإقالة إمام الجمعة وممثل السيد الخامنئي في أردبيل. وكان إمام جمعة أردبيل حسين عاملي قال في وقت سابق إن تصرّف مدّاح ما لا علاقة له بالجمهورية الإسلامية، وإنّه لا يتحمّل المسؤولية.
لكن هذه المرة لم تكن الأولى التي يتدخّل فيها “المدّاحون” في الشؤون السياسية ويهاجمون بعض الشخصيات السياسية والدينية والمثقفين والرياضيين، وحتى السلطات الحكومية، أو يُسيئون إليهم.
والمدّاحون أو “الرواديد” مسميات تُطلق على فئة من المنشدين الدينيين الذين ينشطون في مواسم ومراسم “العزاءات الحسينية” المرافقة لطقوس اللطم في إيران./انتهى