أخبار منوعةصحة و علوم

التسامح ليس فضيلة.. بل “وصفة طبية” لتقليل الكورتيزول وعلاج الاكتئاب!

روافدنيوز/ متابعة

يحتفل العالم في السادس عشر من تشرين الثاني من كلّ عام باليوم العالمي للتسامح الّتي دعت إليه الامم المتحدة منن أجل تعزيز روح التسامح والاحترام المتبادل بين الشعوب.

لكن لو فكّرنا مليًّا، التسامح ليس مجرد دعوة أخلاقية تُرفع شعارًا في يوم عالمي، بل هو عملية نفسية وعلمية دقيقة، وقرار واعٍ يُسهم بشكل مباشر في صيانة الصحة العقلية والجسدية للإنسان.

كما أنّه في جوهره، هدية نقدمها لأنفسنا أوّلًا قبل الآخرين، حيث يمتد تأثيره ليطال أعقد مساراتنا البيولوجية والعاطفية.

التسامح يطفئ نار “هرمون التوتر”

أولى فوائد التسامح تنعكس على الكيمياء الحيوية لأجسادنا. فعندما يحملُ الإنسان الحقد أو يستسلم للغضب المزمن، يُطلق الجسم هرمون “الكورتيزول” (هرمون التوتر) بشكل مستمر ومفرط. هذا الكورتيزول المرتفع، الذي يُعد استجابة “القتال أو الهروب”، يُدمّر جهاز المناعة على المدى الطويل ويزيد من حدة القلق المزمن.

وبالتالي يعمل التسامح كمفتاح إيقاف فوري لهذه الحالة الداخلية؛ فهو يوقف سلسلة التفاعل السلبي، ويسمح لمستويات القلق والضغط النفسي بالانخفاض بشكل ملحوظ، ليعود الجسم إلى حالة السلام الداخلي.

تحرير العقل من “سجن الأحقاد”

إنّ رفض التسامح يُحوّل العقل إلى سجن حقيقي. إذ يعتقد الشخص الحاقد أنّه يعاقب الآخرين، بينما هو فعليًا يدفع ثمنًا باهظًا للماضي في مساحته العقلية. هذه “الطاقة الذهنية” المهدورة، التي تُستنفذ في التفكير المستمر في الموقف المؤلم أو التخطيط لردود متأخرة، لا يمكن توجيهها نحو الإبداع أو الإنتاج أو تحقيق الأهداف.

لكن بالتسامح، يتم تحرير هذه الطاقة العقلية المكبوتة، وينتقل الإنسان من دور “الضحية” المعلّقة بالألم إلى دور “الناجي” الذي يمتلك السيطرة على زمانه ومستقبله.

التسامح مفتاح البوابة إلى النوم العميق

من أبرز انعكاسات الغضب المكبوت هو الأرق واضطرابات النوم. العقل المنشغل بتخطيط الانتقام أو استحضار الجروح القديمة لا يستطيع أن يدخل في حالة راحة حقيقية. التسامح يفتح الباب أمام النوم العميق، لأنّه يجلب شعورًا بالسلام والقبول.

هذا التحسن في جودة النوم العميق هو أمر حيوي؛ فهو يعزّز قدرة الدماغ على التعافي، ويُقلّل من الإجهاد الجسدي والنفسي، ويُحسّن بشكل عام من المزاج واليقظة أثناء النهار.

التسامح يُعزّز التقدير الذاتي والقوة

التسامح هو قرار سيادي يُعزّز ثقة الإنسان بنفسه. الشخص المتسامح يختار السلام على الغضب ليس لأنّه مضطر، بل لأنه قوي بما فيه الكفاية للسيطرة على انفعالاته. هذا القرار الواعي يُعزّز شعور الإنسان بالتحكم المطلق في عواطفه، ويرفع من مستوى تقديره لذاته.

عندما تعلن لنفسك أنّك لست أسيرًا لردود أفعال الآخرين وأنّك حرّرت نفسك بنفسِك، فإنّك تُؤكّد هويتك كشخص يمتلك زمام أمره.

في الختام، يظهر الأثر التراكمي للتسامح في تقليل أعراض الاكتئاب والقلق المزمن وتكوين علاقات أكثر صحية. والأهم من ذلك، أنّ رحلة التسامح تبدأ من الداخل؛ فالتسامح مع الذات أوّلًا على الأخطاء والقصور هو مفتاح الشفاء النفسي.

التسامح ليس سوى وصفة قوية للعيش بقلب نظيف وعقل متحكم، ووصفة تبدأ وتستمر وتنتهي في داخلنا./انتهى

Rawafed News

وكالة روافد نيوز الإخبارية” وكالة عراقية بنكهة عربية اصيلة لاتمثل ولاتمت باي صلة لاي جهة حزبية او سياسية سواء داخل وخارج العراق هدفها نقل الحقائق كما هي دون تزييف او رتوش تنبذ العنف والطائفية والاستغلال البشرية وتعمل على نشر مفاهيم المحبة والامن والسلام في العالم وتحترم خاصية كل الاديان والطوائف والمذاهب وتعزز من الروابط الاجتماعية بين الناس

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x