متى يكون الطنين في الأذن مؤشرا لمرض آخر؟

روافدنيوز/متابعة
يعيش مات ريداوت، وهو رجل أربعيني من بريطانيا، تجربة مزعجة تكاد تكون يومية، إذ يسمع أصواتًا غريبة في رأسه أثناء الاستلقاء للنوم.
وكان ريداوت يسمع صوت دقات قلبه، طنين حاد، وحتى صوت حركة عينيه، ما يجعله يلجأ لتشغيل ضوضاء بيضاء على هاتفه لمحاولة النوم.
وريداوت ، البالغ 42 عاما يعاني من الطنين، ويمثل ملايين البريطانيين الذين يسمعون أصواتًا غير موجودة في الخارج، لكنه يعاني أيضا من حالة نادرة تُعرف بـ”السمع الذاتي” أو Autophony، حيث يسمع أصواتًا حقيقية بجسده تتضخم بشكل غير طبيعي، مثل حركة العينين والتنفس والمضغ، كما يوضح الدكتور جنتل وونغ، جراح أنف وأذن وحنجرة في لندن.
ويُصنف الطنين إلى نوعين رئيسيين: الطنين النابض، حيث يسمع الشخص دقات قلبه أو تدفق الدم، وغالبًا ما يكون ناتجًا عن مشاكل في الأوعية الدموية أو الغدة الدرقية، والطنين غير النابض، الأكثر شيوعًا، والذي يمكن أن ينشأ بسبب التعرض للضوضاء، الفيروسات، إصابات الرأس أو التوتر.
وتشير أبحاث جامعة نيوكاسل إلى أن الطنين يظهر نشاطًا غير طبيعي في مناطق محددة من الدماغ خلال الأسابيع الأولى من ظهوره، مما يفتح احتمالية وجود “نافذة مبكرة” للتدخل قبل أن يصبح الطنين مزمنا .
والدراسة، المنشورة في مجلة “هيرِنغ رسيرتش” ، تركز على الأسابيع الأولى بعد التشخيص، وهو ما قد يمهد لعلاجات مستقبلية باستخدام التحفيز الكهربائي والموجات الصوتية.
بالنسبة لريداوت، فقد ساعده علاج خاص بحركة عضلات الفك (TMJ) على تخفيف الطنين النابض، بينما يعتمد على تمارين التأمل والتنفس لتخفيف الأعراض الأخرى، محذرا من أن الطنين لا يزال يمثل تحديًا يوميًا للكثيرين، رغم وجود طرق للتعايش معه.
ويحذر خبراء الصحة من تجاهل الطنين أو اعتباره مجرد إزعاج، إذ يمكن أن يكون مؤشرًا مبكرًا على مشاكل صحية أكبر، ويؤكدون أن الكشف المبكر والوقاية هما السبيل الأفضل لتجنب تفاقم الحالة./انتهى