السلام الأزرق تعزز التعاون المائي في الشرق الأوسط من قلب بغداد: شراكات استراتيجية وحلول ذكية في مؤتمر المياه الخامس

بغداد/ عادل فاخر

شاركت مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط في مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه والذي عقد اليوم السبت في بغداد بحضور عربي ودولي ويستمر لثلاثة أيام.

وعقد المؤتمر تحت شعار (المياه والتكنولوجيا.. شراكة من أجل التنمية) برعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني.

وفي كلمة لرئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، القاها نيابة عنه مستشار الرئاسة الدكتور محمد أمين فارس في مستهل المؤتمر أكد أن “ظاهرة التغييرات المناخية تواجه جميع الشعوب بما فيها العراق”.

وقال ممثل رئيس الجمهورية، المستشار محمد أمين فارس، إن “انعقاد مؤتمر بغداد الخامس للمياه في غاية الأهمية للبحث في ملف مهم، كون ظاهرة التغيرات المناخية تشكل أهمية عالمية، والعراق من بين أكثر البلدان تأثراً بها، منوها إلى أن “أزمة المياه في العراق لم تعد أزمة بل قضية وطنية وعلى الجميع العمل وفق استراتيجيات علمية، ويواجه تحديات نتيجة التغيرات المناخية مما يتطلب العمل بشكل سريع”.

وأشار إلى أن “التفاهم مع الجانب التركي يجب أن يكون من ضمن سياسة العراق، مبيناً أن وزارة الموارد المائية عليها تكثيف العمل مع الجهات المساندة“.

ويهدف موتمر بغداد الدولي الخامس للمياه إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في إدارة الموارد المائية، وبناء جسور التعاون القائمة على الاتفاقيات الدولية، بهدف تلبية الاحتياجات المائية الحالية والمستقبلية للدول المشاركة.

من جهته أكد المنسق الإقليمي لوكالة التنمية السويسرية الممولة للمبادرة المهندس مفلح العلاوين أن “المبادرة حققت حلول ملموسة على المستوى الإقليمي والدولي، من خلال تطبيق سياسة متوازنة”، مشيرا إلى “أهمية وجود إطار جيد لتطبيق هذه السياسة وضرورة تبادل الخبرات والتركيز على التدريب العملي، وتعزيز لغة الحوار والاستفادة من التجارب والمشاريع المنفذة“.

وفي ورشة عقدت على هامش المؤتمر بتنسيق بين مبادرة السلام الأزرق ومعهد تركيا للمياه وخبراء من وزارة الموارد المائية العراقية، أكد الوكيل الفني للوزارة الدكتور حسين عبد الأمير بكة، أن “وجود تراجع كبير في الموارد المائية وانخفاض في معدلات الأمطار بسبب تغير المناخ، وذلك من خلال الاستشعار عن بعد للخزين في السدود ومتابعة الواقع الزراعي، الأمر الذي يحتم ضرورة تعزيز التعاون بين العراق وتركيا من خلال اللجان المشتركة التي شكلت سابقا“.

وتابع القول إن “العراق يأمل بإطلاق المزيد من التصاريف، لرفع كفاءة الأهوار خاصة”، مشيرا إلى أن “مبادرة السلام الأزرق هي عائلة داعمة لقضايا المياه، خاصة بعد إعداد دراسة تمثل الترابط بين المياه والغذاء في محفظتي ديالى والبصرة وفي إقليم كردستان، منوها إلى أن التعاون هو الحل الوحيد بين البلدين“.

وعقدت اللجنة االإدارية لمبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط اجتماعها الخامس عشر في بغداد، فضلا عن مشاركتها في مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه، والمؤتمر الحادي عشر للري الدقيق التابع للجنة الدولية للري.

وقالت عضو اللجنة الإدارية للمبادرة الدكتورة ميسون الزعبي إن “إجتماع اللجنة  الإدارية الخامس عشر يمثل منصة تنسيق أساسية لمبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط لعام ٢٠٢٥، حيث يتزامن هذا الاجتماع استراتيجيًا مع مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه، مما يتيح فرصة لتعزيز التعاون الإقليمي في مجال المياه من خلال الحوار الهادف واتخاذ القرارات بشكل تعاوني”.

وأوضحت الزعبي أن “مبادرة السلام الأزرق تشجع الدول الأعضاء على الانضمام إلى اتفاقية الأمم المتحدة للمياه، وستُعقد جلسة خاصة بعنوان “اتفاقية الأمم المتحدة للمياه” بالتزامن مع الاجتماع الخامس عشر للجنة الإدارية“.

وعلى هامش المؤتمر أيضا، عقد المؤتمر الحادي عشر للري الدقيق التابع للجنة الدولية للري والصرف (ICID) في الفترة من 24 إلى 26 ايار والذي ركز على عدة جوانب، منها تحسين إدارة الموارد المائية ومناقشة الحلول الذكية في هذا المجال. كما ركز على تطوير التقنيات ذات الصلة لمواجهة التحديات، ودعم البحوث والدراسات، وتبادل المعرفة، وبناء الشراكات الاستراتيجية، وتطوير الخبرات.

وتستضيف وزارة الموارد المائية العراقية مؤتمر الري الدقيق الحادي عشر لمنظمة الري والبزل الدولي بمشاركة منظمات دولية متخصصة في إدارة الموارد المائية لمناقشة الحلول والتحديات التي تواجه قطاع المياه“.

وفي هذا السياق قال رئيس اللجنة العلمية والفنية لمؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه، الدكتور حاتم حميد إن “الوزارة حريصة على التواصل مع الوزارات المعنية ومنظمات المجتمع المدني والدولية، لأخذ جميع الآراء والحلول بعين الاعتبار، بهدف إعداد مشاريع طموح لإدارة المياه على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية”.وأضاف أن “المؤتمر سلط الضوء على التحديات التي تواجه الأهوار ودور الشباب والمرأة في إدارة الموارد المائية بالتعاون مع المنظمات الدولية، وإطلاق مبادرة لحماية نهري دجلة والفرات، بالإضافة إلى التواصل مع الجهات القطاعية والمنظمات الدولية والمجتمع المدني، ووضع حلول تنفيذية لحماية نهري دجلة والفرات”./انتهى