تحليلات وتقاريرتحليلات وتقارير

2022 عام للتغييب والهجرة لأصحاب الرأي في العراق

روافدنيوز/ أحمد الشمري

ونحن نشهد عاماً جديداً في بداياته ، تاخذنا الذكرى لتذكر أهم الاحداث التي شهدتها البلد وما سادها من اخبار مؤلمة وحزينة وحالات انتهاك لحقوق المواطن العراقي وممثلي الحراك المدني وكذلك اصحاب الرأي ، فمازال واقع الصحافة العراقية يعاني من صعوبة الحصول على المعلومات وكذلك تسهيل اجراءات النشر على الرغم من التطورات التي يشهدها البلد . هذا ما نلاحظه في الاونة الاخيرة خاصة في موضوعة انتهاك الحقوق والحريات الصحافية . اصبحت الصحافة على أبواب القضاء بعد ان ضحى رجالاتها بارواحهم وتصدّوا للارهاب بالكلمة والقلم الحر . اليوم في ظل تراجع الحريات الصحافية أصبحت الدعاوى الكيدية بإسم التشهير وإفشاء المعلومات وهيبة الدولة وكثرة الرموز كلها حواجز تقف امام عمل الصحافي ونشر المعلومات وهذا ابرز ما شهده العراق في عام 2022 . لذا كان النصيب الأكبر مم هذّه الإنتهاكات لاصحاب الرأي من ناشطين وصحافيين فيما حصل خلال هذا العام وما ترتبت عليه من أحداث عطلت او أخرت مسيرة تقدم حرية الرأي.

وهنا تحدث لنا الصحافي علي عبد الحسين، وهو يستذكر الاحداث التي مر بها 2022 اغلب زملائه، قائلاً : لقد كان عاماً حافلاً بالاحداث والتقلبات على الصعيد المحلي وما شهدته البلاد من فراغ دستوري وما ترتب عليه من انعكاسات على الشارع العراقي . فهذا الصفيح الساخن اثر على الحياة اليومية للفرد العراقي وكذلك تعددت الآراء وطريقة الطرح الذي تناولته الصحافة المحلية .

واضاف ” لا يخفى على الجميع ان مثل هكذا خروقات وسلاح منفلت اصبح امراً يهدد الصحافة وناشطي حرية الرأي والتعبير وكذلك رجالات الحراك المدني بصورة خاصة وشهد تغييب لحقوقهم في النشر والحصول على المعلومة والمطالبة بحقوقهم المشروعة التي كفلها الدستور العراقي. فاليوم اصبحت عملية النشر تجد حراس بوابات اصعب بكثير مما عليه في السابق رغم تعدد وسائل إيصال المعلومات والنشر ولكنها في الوقت ذاته تشكو القمع والتشكيك في المعلومات التي تُنشر .

من جانبة قال الصحافي والناشط غيث محمد علي : لقد كان عاماً حزيناً خسرنا في احبة واصدقاء نضال من اجل تغيير الوضع الذي تشهده البلاد والخلاص مما نحن فيه بعد عام 2003 والتحولات التي شهدتها البلاد، وكذلك كان عاماً حافلاً بشد الاعصاب ، فكل يوم يمر علينا نسمع فيه عن محاكمة صحافي نشر معلومة او بلاغ جديد عن قضية تخص صحافي اخر ودعاوى كيدية كلها من اجل إلها الشارع وكذلك الصحافة وتأخير تقدم في عملية النشر والحصول على معلومات اضافية وهذا مادفع الكثير من الصحافيين الى الجلوس في بيوتهم خوفاً من تفاقم الاوضاع وازدياد الخطورة على سلامتهم هم وأسرهم.

هذا وشهدت البلاد الكثير من الاحداث ومنها الدعاوى الكيدية والتهديدات والترويع للناشطين المدنيين الفعالين ، وفي هذا الإطار، ويقول علي العبادي مدير المركز العراقي لحقوق الإنسان، إنّ “الاعتقالات توضع في خانة الدعاوى السياسية، لأن ما يجري يؤسس لدكتاتورية جديدة، إذ أنه منذ عام 2003 إلى الآن القوانين في مجال الحريات هي حبر على ورق ، فاليوم الناشط المدنية يتعرض إلى استهداف منضم وقانوني كيدي بعد ان عجزت الكواتم عن استهداف جلهم “.

ويلفت العبادي”، إلى “وجود تسخير لبعض الأجهزة لصالح السلطة، وكذلك عدم الاستماع إلى آراء المعارضين البناءة واصحاب الكلمة التي تعبر عن مظلومية الشعب”.

بينما نوه الصحافي احمد العاصي، الى امور عدها الاخطر وهي تتعلق ليست بملاحقة الصحافيين والناشطين بل تتعدى الى اهلهم وذويهم ، قائلاً : اخطر ما يمر به صاحب الرأي هو انه تقوم جهة تملك سلاحا منفلتاً بتصفيته او تهديده بأحد افراد الاسرة فهذا ما لا يقبله الشرع الإلهي ولا القانون ، فخطيئة الناشط والمثقف- هذا اذا كانت لديه خطيئة- هي نشر معلومة أو ابداء رأي في قضية ما وعلى المتضرر تصحيحها او تكون الخصومة داخل اروقة القضاء للبت في الامور. ونوه العاصي ” اليوم أصبح الصحافي الذي يحصن نفسه عليه ايضا ان يحصن اسرته ويوزع الحذر على جميع من يعرفهم ، وما تعرض له الزميل المؤلف والناشط حسين  سلمان محمد خير مثال فهو تعرض للتهديد المباشر اكثر من مرة والتي على اثرها ترك البلاد هو وزملاء اخرين ، فمجرد بقائهم يعني التصفية الجسدية او الاعتقال بدوافع كيدية وتغيبهم وهذا ما حدث مع الكثير”. واسترسل ” هذا وغيره الكثير من القصص ولكن تحدثت هنا عن قصة اعرفها جيداً وواقع انا قريب منه أثر فينا وكذلك في اسرة الزميل حسين سلمان  وعشيرته التي أعلنت البراءة منه لتكف عنهم الملاحقات ورغم ذلك خسرة اسرته والده رحمه الله والذي توفاه الله بعد فترة وجيزة من هجرة ابنه والمضايقات التي تعرضت لها اسرته .

لا يسعنا مع قرب العام الجديد إلا أن نتمنى ان يعيش الجميع بأمن واستقرار وان تشهد البالاد عودة الابناء ورفع الظلم عنهم و ازدهاراً يعكس الوجه الحضاري للبلد وان نرى منجزات حقيقية على ارض الواقع ومن الجدير بالذكر، أن العام الماضي شهد الكثير من الخروقات بحقّ الناشطين فمنهم من اعتقل ومنهم من قُتل ومنهم خُطف وتم تغيبه ومنهم من ترك البلاد ومن بين تلك الاسماء ”  جاسم العامري ، احمد البياتي ، حيدر فنجان الزيدي، تغريد العزاوي ، علي النور ، حسين سلمان محمد، ومروان الدليمي ، يزيد الحسون ، ، دلشاد سالار ، وسجاد السراي .. واخرون.

Rawafed News

وكالة روافد نيوز الإخبارية” وكالة عراقية بنكهة عربية اصيلة لاتمثل ولاتمت باي صلة لاي جهة حزبية او سياسية سواء داخل وخارج العراق هدفها نقل الحقائق كما هي دون تزييف او رتوش تنبذ العنف والطائفية والاستغلال البشرية وتعمل على نشر مفاهيم المحبة والامن والسلام في العالم وتحترم خاصية كل الاديان والطوائف والمذاهب وتعزز من الروابط الاجتماعية بين الناس

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x