هل كان طرد علي الحمادي قراراً تحكيمياً صحيحاً؟ الخبير جمال الشريف يُجيب

بغداد/ روافدنيوز
شهدت الدقيقة الخامسة والعشرون من مواجهة العراق وكوريا الجنوبية، في إطار التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، لقطة تحكيمية جدلية أثارت الكثير من النقاش بعدما تدخل مهاجم منتخب أسود الرافدين علي الحمادي (23 عاماً)، بشكل خطير على مدافع كوريا تشو يو مين (28 عاماً)، في كرة مشتركة هوائية، ليقوم حكم اللقاء الياباني يوسوكي أراكي (39 عاماً)، بطرد المهاجم العراقي.
وحول هذه اللقطة، قال الخبير التحكيمي جمال الشريف: “في الدقيقة الخامسة والعشرين، كانت هناك كرة مشتركة بين مهاجم المنتخب العراقي، اللاعب علي الحمادي، ومدافع منتخب كوريا الجنوبية تشو يو مين، الذي وصلت إليه الكرة واستقرت عند بطن قدمه اليمنى، إذ حاول لعبها، إلا أنها ارتدت من قدمه وارتفعت في الهواء وتحولت إلى كرة مشتركة على مستوى التنافس بالرأس، فتقدم تشو يو مين لمحاولة لعبها، وتمكن من لمسها أولاً برأسه. في هذه اللحظة، قفز اللاعب علي الحمادي في الهواء مستخدماً أسفل قدمه في محاولة للمنافسة على الكرة، التي لامست قدمه بشكل طفيف ثم واصلت قدمه اتجاهها نحو وجه لاعب المنتخب الكوري”.
وأردف الحكم المونديالي السابق: “حدث احتكاك واضح بين أسفل قدم الحمادي ووجه اللاعب الكوري، ما يُعتبر بموجب القانون ركلاً مباشراً بالقدم نحو منطقة حساسة في جسد المنافس، فقام الحكم بمنح ركلة حرة مباشرة وأشهر البطاقة الصفراء، إلا أن تقنية الفيديو (الفار) استدعته لمراجعة الحالة”.
وتابع أيضاً: “بعد مراجعة اللقطة، تبين أن اللاعب العراقي استخدم أسفل قدمه بشكل مباشر، وأن هذا الاستخدام كان موجهاً إلى وجه اللاعب المنافس، وهو ما يُعد تهديداً واضحاً لسلامته، خصوصاً أن الوجه يُعد منطقة شديدة الحساسية، ونظراً لهذا التدخل باستخدام أسفل القدم، فإن الحكم ألغى قرار الإنذار الأول، وقام بإشهار البطاقة الحمراء المباشرة، كون الحالة تتضمن استخدام قوة مفرطة ضد المنافس، خاصة أنها استهدفت الوجه مباشرة. وبناءً على ذلك، رأى الحكم أن التدخل يُشكل تهديداً حقيقياً لسلامة اللاعب المنافس، ويُصنف وفق قوانين اللعبة كلعب عنيف، مما استوجب إشهار بطاقة حمراء مباشرة. وهكذا، كان قرار الحكم النهائي صحيحاً”.

وفي الدقيقة 37، كانت هناك كرة داخل منطقة جزاء المنتخب العراقي، في مجال تنافس بين نجم خط الوسط إبراهيم بايش (25 عاماً)، ولاعب المنتخب الكوري هوانغ هي تشان (29 عاماً)، الذي سقط على أثرها، وعنها قال الشريف: “قام هونغ هي تشان بحركة واضحة عند اصطدام الكرة بالأرض، فقد حرّك قدمه وساقه اليمنى باتجاه اللاعب، وليس باتجاه الكرة. إضافة لتحريك كتفه اليمنى وجسمه للاحتكاك بصدر اللاعب العراقي وذلك دون أن يلعب الكرة، التي تظاهر بحمايتها”.
وتابع أيضاً: “عليه، فإن اللاعب الكوري كان هو سبب الصدام الذي حدث وأدى إلى سقوطه، ومِن ثمّ لا وجود لأي مخالفة على لاعب منتخب العراق داخل منطقة جزائه. وهذا ما ذهب إليه قرار الحكم، إذ اعتبر أن بايش لم يرتكب أي خطأ يستوجب احتساب ركلة جزاء، وهذا ما أكدته تقنية الفيديو (الفار) في ما بعد. وأيدت التقنية قرار الحكم بعدم وجود مخالفة على لاعب المنتخب العراقي داخل منطقة الجزاء، ليكون القرار النهائي صحيحاً”.
وخسر المنتخب العراقي أمام نظيره الكوري بهدفين نظيفين في المباراة التي أقيمت على ملعب البصرة الدولي في إطار لقاءات الجولة التاسعة من التصفيات الآسيوية الحاسمة.
وبهذه الخسارة، توقف رصيد منتخب العراق عند النقطة 12 في المركز الثالث بالمجموعة الثانية، حيث أجهضت الخسارة حلم التأهل المباشر، فيما نجح منتخب كوريا الجنوبية بالتأهل إلى المونديال متصدراً بـ19 نقطة، ورافقه المنتخب الأردني بعدما رفع رصيده إلى 16 نقطة.