مادة مفقودة ومصير مجهول.. هل نجت إيران ببرنامجها النووي رغم القصف؟

روافدنيوز/ متابعة
بعد الهجمات الإسرائيلية على إيران، والهجوم الأمريكي الذي استهدف منشآت نووية إيرانية، يواجه المجتمع الدولي سؤالاً محوريا: أين ذهب أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة 60%، يعتقد أنها كانت في المفاعلات الثلاثة التي استهدفها القصف الأمريكي صباح الأحد 22 يونيو/حزيران؟.
صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية قالت في تقرير لها، إن الهجمات العسكرية الأخيرة التي نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية، أثارت شكوكًا واسعة بشأن مصير المواد النووية التي تقترب من مستوى التخصيب المطلوب لصنع أسلحة نووية.
وشنت الولايات المتحدة غارات جوية، فجر الأحد، باستخدام قاذفات شبحية من طراز B-2 ألقت قنابل خارقة للتحصينات زنة 30 ألف رطل (13600 كيلوغرام) على مفاعلات نطنز وفوردو وأصفهان، وهي أبرز المنشآت النووية الإيرانية.
وزعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن “المرافق الرئيسية لتخصيب اليورانيوم قد دُمرت بالكامل وبشكل نهائي”.
غير أن هذه الضربات، التي وُصفت بالأعنف من نوعها، لم تؤكد بعد ما إذا كانت قد قضت فعليًا على البرنامج النووي الإيراني، أم أن طهران تمكنت من نقل موادها إلى مواقع سرية غير معروفة، بحسب الصحيفة.
مادة مفقودة ومصير مجهول
بحسب فايننشال تايمز، فإن مصير 408 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو ما يقرب من درجة النقاء العسكري البالغ 90%، أصبح مجهولا بعد الضربة الأمريكية.
هذا المخزون – الذي كان موزعًا على منشآت نطنز وفوردو وأنفاق في موقع أصفهان – يشكل جوهر قدرة إيران على إنتاج قنبلة نووية إذا اختارت ذلك.
وقال ريتشارد نيبيو المسؤول الأمريكي السابق المتخصص في الملف الإيراني “المسألة تتعلق بالمادة ومكان وجودها. لا نعرف أين هي، ولا نثق بأننا سنتمكن من الوصول إليها قريبًا”.
هل نُقل اليورانيوم؟
تشير الصحيفة إلى أن بعض المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين يشككون في إمكانية نقل اليورانيوم المخصب في ظل المراقبة الجوية المشددة.
وقال ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي “بمجرد أن تبدأ شاحنة بالتحرك، يراها الإسرائيليون ويستهدفونها”.
لكن فايننشال تايمز نقلت عن مصدر حكومي إيراني قوله إن “الاحتفاظ باليورانيوم في تلك المواقع سيكون سذاجة كبيرة”، مؤكدًا أن “المواد لا تزال سليمة”.
كما ألمح مسؤولون إيرانيون إلى احتمال تغيير العقيدة النووية للبلاد، في ظل التصعيد مع إسرائيل.
وقال علي شمخاني، المستشار الأعلى للمرشد الإيراني، عبر منصة إكس “حتى لو دُمرت المواقع النووية، فإن اللعبة لم تنتهِ. المواد المخصبة، المعرفة المحلية، والإرادة السياسية لا تزال موجودة”.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية خارج المعادلة
وأشارت فايننشال تايمز إلى أن عمليات التفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية توقفت بعد الغارات، ما جعل من المستحيل التحقق من الوضع الحقيقي للبرنامج الإيراني.
وقبل الضربات، كانت الوكالة قد فقدت الكثير من قدرتها الرقابية بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي عام 2018 وتدهور التعاون مع طهران.
ونقلت الصحيفة عن علي واعظ خبير الشأن الإيراني في “مجموعة الأزمات الدولية”، قوله إن “ما حدث يمثل نهاية البرنامج النووي الإيراني كما عرفناه”.
وأضاف “إذا نجا، فسيكون إما برنامج أسلحة سري، أو برنامجًا مدنيًا مقيدًا إذا تم التوصل إلى اتفاق”.
وبحسب وكالة رويترز، أظهرت صور أقمار صناعية عالية الجودة التقطتها شركة “ماكسار” قبل يومين من الغارات الجوية الأمريكية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية (نطنز وفوردو وأصفهان) نشاطا غير اعتيادي للشاحنات والمركبات قرب مدخل منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض.
وتُظهر الصور الملتقطة في 19 و20 يونيو/حزيران الجاري تمركز مجموعة من 16 شاحنة بضائع على طول الطريق المؤدي إلى مدخل النفق الخاص بالمنشأة، ما يعزز فرضية نقل اليورانيوم المخصب إلى مكان آمن./انتهى