قرع الأجراس لعام دراسي جديد…. بين تطلعات الطلبة وهواجس الأهل وتحديات المدارس”

بغداد/روافدنيوز /أحمد الشمري…
مع الإيذان ببدأ عام دراسي جديد وقرع جرس المدارس تسارعت نبضات القلوب ، واختلفت الاستعدادات فالطالب المقبل على مرحلة منتهية ليس كالذين انتقل الى صفوف غير منتهية فالاخير كانت عطلته عامرة بالمطالعة والسفر والاسترخاء عكس اؤلئك الذين انتضموا الى دورات التعليم الخاص والتقوية لمواكب المرحلة المقبلة والاستعدادات الى البكالوريا. ربما تكون الاستعدادات للعودة للمدرسة أمراً مرهقاً ، نوعا ما ، بعد عطلة صيفية حافلة بالأحداث الاجتماعية، خاصة وأن التلاميذ الصغار والأطفال أصبحوا معتادين على النهوض في وقت متأخر من الصباح. كما يعتاد الطفل خلال العطلة على قضاء اليوم مع الأم والعائلة فيصعب عليه في بداية العام الدراسي ، ناهيك عن التكاليف المادية التي ترافق تلك الاستعدادات.
هواجس كسر الروتين السابق
تتحدث فاطمة الفتلاوي ، وهي أم لطفلين، عن التحدي الأكبر الحاصل ، مع بداية العام الدراسي ، تبدأ معاناة الأسرة مع أبنائها الطلبة وتتلخص في طريقة توافق توقيت نومهم وصحوتهم واستعدادهم لمواجهة الروتين الجديد لأيام الدراسة بعد أن تغير هذا الروتين خلال فترة العطلة الصيفية والسماح من قبل الأهالي لأطفالهم بالسهر ليلاً والنوم نهاراً كمكافأة لهم على ما بذلوه طوال العام الدراسي السابق ، وهذا يُعد من اكثر المشاكل التي تواجهنا كأباء وأمهات ” .
وفي صعيد آخر، نجد تداعيات زيادة الضغط بمستوى عالٍ على كل من الأهل والطلبة معاً وما يعتريه من قلق ، توتر، عصبية، اكتئاب ، عدم تركيز . وقد يحد البعض راحة بقدوم العام الدراسي حيث سيخف الحمل عن عاتقهم الى حد ما ، بينما يشكل ضغطاً كبيراً على ميزانية آخرين، فضلاً عن مسؤولية متابعة الأبناء دراسياً وسلوكياً ، ما يتطلب منهم الضغط على الأبناء، وتكون الاعصاب مشدودة وهذا ما لم يعتده الابناء أثناء العطلة الصيفية مما يشكل ضغطاً كبيراً على الوالدين والابناء .
استعدادات تُلبي الطموح ..
وقالت الطالبة هند أحمد : أنا الآن نجحت من الصفّ الثالث المتوسط وهذا يعني انني قمت بمجهود كبير خلال العام الماضي وقد مر عام دراسي بذلت قصار جهدي وبتركيز عالي ومثابرة واجتهاد لأنّ امتحانات البكالوريا تحتاج منا الى سعي اكبر وساعات من الدراسة وربما العام الدراسي لا يكفي بأكمال المادة الدراسية لجملة اسباب ومن اهمها ان بداية العام الدراسي تأخر سابقاً ، ناهيك عن العطل والمناسبات والظروف التي مر بها العالم والعراق وكذلك الكثير من المناسبات.
وأضافت أحمد ” من اجل هذا كله يسعى اغلبنا نحن الطلبة في الصفوف المنتهية الى الدخول في دورات خاصة في المعاهد اثناء العطلة الصيفية منها لإكمال المنهج الوزاري ومنها لضمان النجاح. وربما تختلف عطلة الطالب المقبل عن صف منتهي بالنسبة لطالب مقبل على صفوف غير منتهية. كما كنا في حالة من التوقب انه تكوّن الدورات التي دخلناها اثناء العطلة الصيفية نافعة وتأتي ثمارها في امتحانات البكالوريا ومن ثم النجاح وهذا ما سعيت له وحققته وبجهود ومؤازرة الاهل والاسرة التعليمية.
بينما تحدثت الطالبة حوراء جعفر وهي احدى طالبات الصف الخامس الإعدادي ، قائلة ” في العطلة الصيفية هذه حاولت جهد الإمكان ان اخفف من الضغوطات النفسية وجعلتها عطلة صيفية للمطالعة والقراءة للقصص والروايات لأنها العطلة الاخيرة ليّ فبعد نهاية هذا العام سوف اكون قد نجحت الى الصفّ السادس الإعدادي وهو مرحلة صعبة يكون فيها الطالب تحت الضغط والقلق والتركيز وكذلك الدخول في دورات تقوية في معاهد خاصة من أجل الحصول على معدلات عالية وتحقيق الحلم . واوضحت جعفر ” هو الطالب يحتاج بين فترة وفترة الى استراحة يكسب من خلالها الراحة والتقليل من الضغوط النفسية وربما مرحلة الصف الخامس الاعدادي ليست كالسادس الذي فيه يتحدد المصير ولكن أنا الآن في حالة إستعداد للنجاح من الصف الخامس ليكون الاستعداد مبكراً للصف الذي يليه . ثم تكمل حديثها ضاحكة ” اجد نفسي أنني اخذت ما يكفي من الراحة في هذه العطلة الصيفية واخذت تجارب كثيرة من خلال قراءتي للقصص والروايات.
المشكلات تتزايد والجميع يعاني
الاستاذ علي عبد المحسن ، وهو احد الكوادر التدريسية، تحدث عن اهم المشاكل التي تواجهها المدارس عند كل بداية عام دراسي ” ان نقص الكتب والكوادر التعليمية واستمرار أعمال الصيانة هي القصة ذاتها والمشكلة المتكررة دائما مع كل بداية عام دراسي ، ولا نعرف لماذا تتكرر هذه المشاكل ولا توجد لها حلول جذرية وكثيراً ما تُرحل للسنة المقبلة ولكنّها تتفاقم ودون حلّ لهكذا معضلة.
ونوه عبد المحسن ” نحن باشرنا فعلياً بالدوام الرسمي ومازالت المدارس تعاني نقصاً في شتى المجالات، وهو ما يؤثر سلباً على سير العملية التعليمية، وهذا يربك الطلبة والهيئة التدريسية والإداريّة للمدارس ، إذ هناك مدارس تعاني نقصاً في اعداد الكوادر التربوية ، وهنالك مدارس فيها نقص مستلزمات واخرى مازالت عمليات الصيانة مستمرة بها، وأخرى ينقصها عدد بسيط من الكتب ومقاعد الدراسة .
ووفقاً لتصريحات وزارة التربية، أنه أكثر من 12 مليون تلميذ سوف يلتحقون بالعام الدراسي ، منهم يأتي عدد التلاميذ الجُدد في الصف الأول الابتدائي تجاوز المليون و200 ألف تلميذ. وأشارت الوزارة أنها رصدت زيادة واضحة في أعداد الملتحقين بالمدارس الابتدائية والثانوية، بالتزامن مع تراجع ملحوظ في حالات التسرب ما يجعل نسب الالتحاق الحالية، الأفضل منذ أعوام”./انتهى