حراك مكثف بين بغداد وأربيل لحل أزمة رواتب موظفي إقليم كردستان بعيدًا عن التجاذبات السياسية

بغداد/ روافدنيوز
وسط تصاعد الأصوات المطالبة بحلِّ جذري لأزمة رواتب موظفي إقليم كردستان، شهدت الـ48 ساعة الماضية حراكاً ملحوظاً قادته الرئاسات الثلاث لبحث الملف من جميع جوانبه، وطرح مبادرات حقيقية تسهم في إنهائه وتأكيد العمل بروح الفريق الواحد، وبينما شهدت العاصمة بغداد اجتماعاً ضم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، برزت زيارة رئيس مجلس النواب محمود المشهداني التي أجراها إلى أربيل كمبادرة تحمل في طياتها بارقة أمل لإحداث حل شامل لهذا الملف الشائك.
واستقبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس الاثنين، رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، وجرت، خلال اللقاء، مناقشة الأوضاع العامة في البلاد، والتطورات على المستوى الإقليمي، والتحديات التي تواجه المنطقة عموماً، حيث جرى التأكيد على ضرورة توحيد الخطاب والمواقف وتغليب المصلحة الوطنية لمواجهة كل أشكال التحديات، ومراعاة مصالح جميع العراقيين.
وأفاد بيان رسمي، أنه جرى بحث ملف تمويل رواتب موظفي إقليم كردستان العراق، والعمل على حلّ الملفات المشتركة وفقاً للصيغ الدستورية والقانونية النافذة، كما جرت مناقشة التحضيرات الجارية لإقامة الانتخابات في موعدها المقرر، لتكون نتائجها المعبّرَ الحقيقيَّ عن تطلعات الشعب العراقي.
بموازاة ذلك، أجرى رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، أمس الأول الأحد، زيارة إلى أربيل التقى خلالها، بشكل منفصل، رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، ورئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، وتركزت لقاءات أربيل على جهود الوساطة الخاصّة بحلحلة أزمة رواتب موظفي الإقليم، على وفق السياقات القانونية الدستورية، وضرورة أن يتمّ تحييد مسألة رواتب الموظفين، ومحاولة حلها، بعيداً عن الخلافات السياسية، وأن تتم مناقشة الحلول في أجواء ودية بعيداً عن التصعيد السياسي.
ويرى أعضاء بمجلس النواب وخبراء اقتصاد، أن خطوة المشهداني بزيارة أربيل قد تمهد لتفاهمات واقعية، شريطة فصل الرواتب عن التجاذبات السياسية والالتزام ببنود الموازنة والدستور، بما يضمن العدالة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد.
كما أكد عضو كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني، النائب طعمة اللهيبي، أن زيارة رئيس مجلس النواب إلى إقليم كردستان تمثل فرصة مهمة لإحداث اختراق جدي في واحدة من أكثر الملفات حساسية وتعقيداً، وهو ملف رواتب موظفي إقليم كردستان.
وقال اللهيبي إن “جميع القوى السياسية، بمختلف اتجاهاتها، تترقب مخرجات هذه الزيارة، وخصوصاً ما يتعلق بلقاءات رئيس مجلس النواب مع القيادات السياسية في الإقليم، سواء رئيس الحكومة أو رئيس الإقليم، على أمل التوصل إلى تفاهمات حقيقية تُفضي إلى حلحلة هذا الملف الشائك الذي طال أمده”.
ودعا اللهيبي، إلى “فصل ملف الرواتب بشكل كامل عن أي سجال سياسي، والتعامل معه وفق منطق المساواة والعدالة، أسوة بباقي المحافظات العراقية”، وتابع: “نأمل أن تسهم زيارة رئيس مجلس النواب إلى أربيل في وضع حدٍّ لهذه المعاناة، عبر الاتفاق على آليات واضحة ومستقرة لضمان صرف الرواتب في وقتها، بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة، وبما يعيد الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة”./انتهى