العراق بين انسحاب أميركي مرتقب وإعادة مأسسة الأمن: رؤية جديدة للتحديات والفرص

بغداد/ روافدنيوز
قلّل مستشار رئيس الوزراء العراقي حسين علاوي، من أهمية المخاوف المثارة بشأن قدرة القوات المسلحة على مواجهة التحديات الأمنية عقب الانسحاب الأميركي المرتقب، مؤكداً أن “العراق اليوم ليس في لحظة سقوط الموصل 2014، ولا في وضع 2003”.
وقال علاوي: “هناك محاولة تهويل للموضوع، كون القوات المسلحة العراقية اليوم قوية، وليست في لحظة سقوط الموصل أو أحداث 2003″، مشيرا إلى أن العراق يعمل مع شركائه في التحالف الدولي، ومع حلف الناتو، على تطوير قدراته العسكرية والاستخباراتية، بحسب سكاي نيوز.
كما أكد أن الأولويات الأمنية قد تغيرت، حيث باتت المخدرات تحتل المرتبة الأولى في استراتيجية الأمن القومي العراقي 2025 – 2030، بينما أصبح تهديد داعش في المرتبة الثانية. كما أوضح أن المرحلة المقبلة ستشهد انتقال العلاقات الأمنية بين العراق ودول التحالف الدولي إلى علاقات ثنائية قائمة على اتفاقيات استراتيجية، سواء مع الولايات المتحدة، أو المملكة المتحدة، أو ألمانيا، أو دول الاتحاد الأوروبي.
كما لفت إلى أن هناك تعاوناً مع دول أخرى مثل فرنسا وكوريا الجنوبية وروسيا والصين في مجال التسليح والتدريب العسكري.
هذا التحول يعكس رغبة بغداد في مأسسة قواتها المسلحة بعيداً عن الاعتماد على تحالف دولي واسع، وبما يعزز استقلالية القرار الأمني العراقي.
تهديد داعش بين الواقع والتهويل
رغم اعتراف علاوي بوجود جيوب صغيرة للتنظيم الإرهابي في مناطق زراعية متفرقة، شدد على أن هذه الفلول تحت السيطرة الأمنية والاستخباراتية، وأن القوات الجوية العراقية تنفذ بين الحين والآخر ضربات دقيقة ضدها، مضيفا أن “الموجة الكبرى للتنظيم بين عامي 2014 و2017 قد انتهت”، مؤكداً أن التهديد لم يعد استراتيجياً كما كان في السابق.
لكن في المقابل، تستند واشنطن والأمم المتحدة إلى تقارير تشير إلى تمدد داعش في شمال أفريقيا وانتقال نشاطه إلى مناطق أخرى، ما يجعل الخطر قائماً على المستوى الإقليمي وربما العالمي.
إصلاح القطاع الأمني ومسار الحشد الشعبي
أشار علاوي إلى أن العراق يمضي في إصلاح قطاعه الأمني عبر مأسسة أجهزة كالأمن الوطني والمخابرات الوطنية وهيئة الحشد الشعبي، مؤكداً أن مسودة قانون الحشد ما تزال في البرلمان، وأن القرار النهائي بشأنها يعود للقوى السياسية.
هذا الملف قد يشكل محوراً حساساً في مستقبل العلاقة بين بغداد وواشنطن، خصوصاً إذا اعتبر الأميركيون أن القانون يفتح الباب واسعاً أمام تعاظم نفوذ طهران في الساحة العراقية.
رؤية الحكومة العراقية
وكشف علاوي أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لديه رؤية واضحة تقوم على النأي بالعراق عن الصراعات الإقليمية، والتمسك بالدبلوماسية والحوار كمدخل لحماية الاستقرار. وقال: “العراق يسعى إلى إيجاد نظرية جديدة للأمن الإقليمي قائمة على الحوار، مع الالتزام بحماية البعثات الدبلوماسية وبناء القوات المسلحة العراقية”.
بهذا المعنى، يبدو أن بغداد تريد موازنة الانسحاب الأميركي بمزيد من الانفتاح على شركاء متعدّدين دولياً وإقليمياً، مع الحفاظ على التزاماتها في مكافحة الإرهاب./انتهى