الأهوار مهددة بالزوال.. تقرير دولي يدق ناقوس الخطر في العراق

بغداد/روافدنيوز
ذكرت صحيفة غارديان البريطانية، ما وصفته بـ “الدمار المتخفي في صورة تقدم”، مسلطة الضوء على تأثير صناعة النفط على أهوار الحويزة، الموطن الغني بالأسماك والحياة البرية سابقًا.
ونقلت الصحيفة عن المواطن مصطفى هاشم قوله أن “الحياة تغيّرت جذريًا خلال العامين الأخيرين، إذ كانت العائلات والصيادون في كل مكان، أما الآن فلا شيء، بينما تلوح ألسنة لهب حقل نفط الحلفاية”.
وبيّن التقرير أن “أهوار جنوب العراق، المعروفة باسم (أهوار بلاد الرافدين)، تُعد من أكثر النظم البيئية المهددة عالميًا، وحصلت على اعتراف اليونسكو كموقع تراث عالمي عام 2016، وشملتها اتفاقية (رامسار) لحماية الأراضي الرطبة منذ 2007”.
وأوضح “تحت سطح الأهوار ثروة نفطية ضخمة، حيث تتداخل 3 امتيازات استراتيجية – الحلفاية، الحويزة، ومجنون – مع المنطقة المحمية، ويُعد الأخير من أكبر الحقول في العالم باحتياطي يصل إلى 38 مليار برميل”.
وأشار إلى أن “عمليات استخراج النفط تستهلك كميات هائلة من المياه، ما يزيد الضغط على الأهوار، فيما يمثل النفط الخام أكثر من 95% من صادرات العراق و69% من ناتجه المحلي الإجمالي”.
وأكد “في حقل الحلفاية، الذي تديره شركة (بتروتشاينا)، بالشراكة مع توتال إنرجيز تُضَخ يوميًا 60 ألف متر مكعب من مياه نهر دجلة، ما يقلل تدفق المياه إلى الأهوار، خاصة بعد بناء السدود في تركيا وإيران”.
ونوّه بأن “القنوات المؤدية إلى عمق الأهوار تحولت إلى مناطق عسكرية محروسة، إذ تقول السلطات إن الهدف منع التهريب وتأمين الحدود مع إيران، بينما يرى السكان أن هذه الإجراءات تهدف إلى قمع الاحتجاجات”.
وكشف أن “وثيقة حكومية محلية أعدها مدير زراعة ميسان وثّقت نسبًا خطيرة من الهيدروكربونات والمعادن الثقيلة في مياه الشرب، وانهيار الزراعة”.
وأفاد أن “التوسع في الحقول مستمر حتى داخل المناطق المحمية وفق صور الأقمار الصناعية”، موضحا أن “اتفاقًا أُبرم في شباط 2023 بين شركة نفط ميسان و(جيو-جايد) سمح بتطوير حقل الحويزة الجديد، في انتهاك محتمل لاتفاقية (رامسار)”.
وأعربت اليونسكو عن “قلقها العميق من تعرض الأهوار لمشاريع النفط والغاز، ما أجبر العديد من السكان على هجرة بيوتهم”.
وختم التقرير بنقل رسالة مصطفى هاشم: “لسنا نقاتل على حقوق الحفر فقط، بل لكي يعرف الجيل القادم الأهوار التي حماها أجدادنا لآلاف السنين”، لافتا الى أن “الحكومة والشركات قسمونا ككعكة، بالنسبة لهم هذه المياه مشروع، وبالنسبة لنا هي الحياة”./انتهى