“اعظم مفاجآت كرة القدم”.. قرية يسكنها 1500 نسمة تفوز بالدوري

روافدنيوز/متابعة
توج نادي ميالبو سولفسبورغ بلقب الدوري السويدي لأول مرة في تاريخه، قادماً من قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 1485 نسمة في واحدة من أعظم مفاجآت كرة القدم الأوروبية بحكاية تشبه الأساطير هذا الموسم.
وبدأت القصة من قرية هاليفيك الواقعة على الساحل الجنوبي للسويد، وهي أصغر منطقة جغرافية تمثل فريقاً في دوري أوروبي كبير، لتصبح اليوم موطن بطل السويد الجديد.
وكتب ميالبو فصلاً أسطورياً جديداً في الرياضة من قرية صغيرة على البحر إلى قمة كرة القدم السويدية، وأثبت أن الأحلام قد تتحقق حتى في أبعد القرى عندما يمتزج الإيمان بالعمل والولاء.
ويلعب ميالبو مبارياته على ملعبه البسيط ستراندفالين الذي يتسع لحوالي سبعة آلاف متفرج فقط، ويقع بجواره موقع للتخييم يُعرف باسم كامبينغفيغن 44، ما يعكس الطابع القروي الذي يحيط بالنادي. ورغم تواضع الإمكانيات والبنية التحتية، فإن هذا النادي الصغير أصبح حديث القارة بعدما تخطى كل الكبار في طريقه نحو القمة.
ولم تكن رحلة ميالبو سهلة، ففي عام 2016 كان النادي يصارع في دوري الدرجة الثالثة، مهدداً بالإفلاس والهبوط إلى الدرجة الرابعة، قبل أن ينجو في الجولة الأخيرة.
وبعد عامين فقط بدأ الصعود المذهل، بتحقيق ترقيتين متتاليتين في 2018 و2019 ليعود إلى دوري الأضواء.
ما حدث بعد ذلك كان تجسيداً حقيقياً للتماسك والإصرار، حيث اعتمد النادي على مبدأ النمو العضوي دون دعم من مستثمرين أو ملاك أثرياء، مستفيداً من قاعدة “50+1” التي تضمن سيطرة الجماهير على القرارات.
واعتمد ميالبو على سياسة ذكية تقوم على تطوير اللاعبين الشباب وبيعهم لاحقاً لتمويل مسيرته.
وبلغ متوسط اعمار لاعبيه خلال هذا الموسم 24 عاماً فقط، مع بروز أسماء مثل المهاجم عبدولي مانه، والمدافعين أكسل نورين وعبدالله إقبال، ولاعب الوسط لودفيغ مالاكوفسكي ثوريل، الذين شكلوا العمود الفقري للفريق البطل.
وتعد قصة النادي ليست فقط قصة نجاح رياضي، بل حكاية إنسانية أيضاً، حيث إن المدير الرياضي هاسي لارسون، الذي ارتدى قميص النادي لأول مرة عام 1979، نجا من ورم في الدماغ وسرطان البروستاتا، وعمل ثلاث سنوات دون راتب لإنقاذ الفريق من الإفلاس.
أما المدرب أندرس تورستنيسون، وهو مدير مدرسة سابق، فيكافح مرض سرطان الدم المزمن ويقول بابتسامة إنه “يعيش حياته كالمعتاد، مدركاً أن كل يوم إضافي هو مكافأة”.
وإلى جانبه يعمل مساعده النرويجي كارل ماريوس أكسوم، الحاصل على دكتوراه في الإدراك البصري في كرة القدم، والمتخصص في دراسة حركة الرأس لدى اللاعبين لتحسين قدراتهم على اتخاذ القرار.
وبهذا المزيج بين العلم والعزيمة جعل ميالبو فريقاً فريداً في فكره وأسلوبه./انتهى