تحليلات وتقارير

عام مضى وحرية التعبير رهينة أروقة القضاء والملاحقات التعسفية

بغداد/ روافدنيوز/ أحمد الربيعي

ونحن على موعد مع عام ينتهي قريباً واعتاب عام جديد يطل على الابواب، تعصف في اذهاننا ذكريات سعيدة وأخرى مؤلمة وحزينة، فمازال واقع الصحافة العراقية يعاني من صعوبة الحصول على المعلومة وكذلك النشر على الرغم من التطورات التي يشهدها البلد، هذا ما نلاحظه جليلا في الاونة الاخيرة خاصة في موضوعة انتهاك الحقوق والحريات الصحافية.

 اليوم اصبحت الصحافة على أبواب القضاء بعد ان ضحى رجالاتها بارواحهم وتصدّوا للارهاب بالكلمة والقلم الحر ، اليوم في ظل تراجع الحريات الصحافية أصبحت الدعاوى الكيدية بإسم التشهير وإفشاء المعلومات وهيبة الدولة وكثرة الرموز كلها حواجز تقف امام عمل الصحافي ونشر المعلومات وهذا ابرز ما شهده العراق في عام ،  لذا كان للأسرة الصحافية رأي فما حصل خلال هذا العام وما ترتبت عليه من أحداث عطلت او أخرت مسيرة تقدم الصحافة .

وتحدث الصحافي علي عبد الحسين، وهو يستذكر الاحداث التي مر بها اغلب زملائه، قائلاً : لقد كان عاماً حافلاً بالاحداث والتقلبات على الصعيد العالمي والعربي وما عرتب عليه من انعكاسات على الشارع العراقي . فهذا الصفيح الساخن اثر على الحياة اليومية للفرد العراقي وكذلك تعددت الآراء وطريقة الطرح الذي تناولته الصحافة المحلية .

واضاف ” لا يخفى على الجميع ان مثل هكذا خروقات وسلاح منفلت اصبح امراً يهدد الصحافة وكذلك الحراك المدني بصورة خاصة وشهد تغييب لحقوقهم في النشر والحصول على المعلومة والمطالبة بحقوقهم المشروعة التي كفلها الدستور العراقي. فاليوم اصبحت عملية النشر تجد حراس بوابات اصعب بكثير مما عليه في السابق رغم تعدد وسائل إيصال المعلومات والنشر ولكنها في الوقت ذاته تشكو القمع والتشكيك في المعلومات التي تُنشر .

من جانبة قال الصحافي والناشط غيث محمد : لقد كان عاماً حزيناً خسرنا في احبة واصدقاء نضال من اجل تغيير الوضع الذي تشهده البلاد والخلاص مما نحن فيه بعد عام 2003 والتحولات التي شهدتها البلاد، وكذلك كان عاماً حافلاً بشد الاعصاب ، فكل يوم يمر علينا نسمع فيه عن محاكمة صحافي نشر معلومة او بلاغ جديد عن قضية تخص صحافي اخر ودعاوى كيدية كلها من اجل إلها الشارع وكذلك الصحافة وتأخير تقدم في عملية النشر والحصول على معلومات اضافية وهذا مادفع الكثير من الصحافيين الى الجلوس في بيوتهم خوفاً من تفاقم الاوضاع وازدياد الخطورة على سلامتهم هم وأسرهم.

وعن القانون الجديد الذي يُناقش في أروقة مجلس النواب حول قانون الحصول على المعلومة وما يحدث عليها من نقاط الخلاف، تحدث القانوني احمد التميمي عن تداعيات القانون على حرية التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي، موضحاً”  أن مسودته القانون لم تبين تفرعات حق الاجتماع، والتي من جملتها حق الإضراب والاعتصام كما هو معمول به عن اغلب الدول ومنها القانون المصري لعام 2013.

وقال التميمي : إن أبرز ما تضمنته مسودة القانون هو طلب الإذن المسبق من الجهة المسؤولة، وكان الأولى أن يكون إشعاراً وليس إذناً، مشدداً على أنه لا يمكن أن تقيد كل الاجتماعات بشكل مطلق مثل المناسبات الاجتماعية، ناهيك عن التقييد بالوقت للتجمع والتظاهر حتى الساعة العاشرة مساء، وهو أمر لا مبرر له، بحسب رأيه.

وبدوره، أشار الإعلامي العراقي علي الشمري، إلى وجود “ضبابية وجمود في بعض مواد القانون المزمع التصويت عليه. لافتا إلى أن هناك “عقوبات قاسية في بعض الأحيان تُفرض على الصحافي تصل إلى السجن 7 سنوات أو غرامات مالية كبيرة وربما حجب بعض البرامج أو المؤسسة الإعلامية”.

وقال الشمري : إن هنالك تخوفاً كبيراً  من تشريع أي قانون دون استضافة الجهات المعنية، سواء كانت شخصيات إعلامية أو مؤسسات معنية بهذا الجانب. موضحا أن القانون من أهم التشريعات، لكن عليهم عدم تقييد حرية الصحفي في الحصول على المعلومة.

بينما نوه الصحافي كرار عدنان، الى امور عدها الاخطر وهي تتعلق ليست بملاحقة الصحافيين والناشطين بل تتعدى الى اهلهم وذويهم ، قائلاً : اخطر ما يمر به الصحافي في عمله التهديد بتصفيته او تهديده باحد افراد الاسرة فهذا ما لا يقبله الشرع الإلهي ولا القانون ، فخطيئة الصحافي – هذا اذا كانت لديه خطيئة- هي نشر معلومة وابداء رأي في قضية ما وعلى المتضرر تصحيحها او تكون الخصومة داخل اروقة القضاء للبت في الامور. ونوه عبد الزهرة ” اليوم أصبح الصحافي الذي يحصن نفسه عليه ايضا ان يحصن اسرته ويوزع الحذر على جميع من يعرفهم ، وما تعرض له الزميل الصحافي سامان ستار خاني خير مثال فهو تعرض للتهديد المباشر وعلى اثرها ترك البلاد بسبب كون زوجته ناشطة تدافع عن حقوق شعبها في دولة جارة ، كان كل ذنبه هو واسرته كونه زوجاً للناشطة مرجان”. هذا وغيره الكثير من القصص ولكن تحدثت عن قصة اعرفها جيداً وواقع انا قريب منه أثر فينا وكذلك في اسرته وعشيرته التي أعلنت البراءة منه لتكف عنهم الملاحقات. يذكر أن العراق جاء بالمرتبة 169 عالمياً بحرية الصحافة من أصل 180 دولة في العام 2024، منخفضاً بدرجتين عن العام الماضي 2023 والذي كان ترتيبه فيه 167 عالمياً. وانخفضت نقاط العراق من 32.9 في عام 2023 بحرية الصحافة، إلى 25.4 في العام الحالي 2024.

لا يسعنا مع قرب العام الجديد إلا أن نتمنى ان يعيش الجميع بأمن واستقرار وان تشهد الصحافة ازدهاراً يعكس الوجه الحضاري للبلد وان نرى منجزات حقيقية على ارض الواقع ولا يخفى على الجميع أننا على اعتاب عام فيه يعيش للشرق الأوسط اضطرابات كثيرة./انتهى

Rawafed News

وكالة روافد نيوز الإخبارية” وكالة عراقية بنكهة عربية اصيلة لاتمثل ولاتمت باي صلة لاي جهة حزبية او سياسية سواء داخل وخارج العراق هدفها نقل الحقائق كما هي دون تزييف او رتوش تنبذ العنف والطائفية والاستغلال البشرية وتعمل على نشر مفاهيم المحبة والامن والسلام في العالم وتحترم خاصية كل الاديان والطوائف والمذاهب وتعزز من الروابط الاجتماعية بين الناس

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x