صحيفة لندنية: تسليم الإسرائيلية تسوركوف تم في منزل بمنطقة الجادرية

روافدنيوز/متابعة
كشفت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، اليوم السبت، عن معلومات حول تسليم إليزابيث تسوركوف في بغداد، موضحة ان عملية التسليم تمت في منزل بمنطقة الجادرية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها ان “الحكومة العراقية حرّكت مساراً أمنياً ضد الجهة الخاطفة لتسوركوف، بالتزامن مع رسائل أميركية مشددة عن تداعيات استمرار الاختطاف، في وقت استشعرت فيه كتائب حزب الله بأنها استنفدت الفرص الممكنة من الاحتفاظ بالمختطفة فترة أطول، فقامت بتسليمها”.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الخارجية الأميركية، قوله إن “إطلاق طالبة جامعة برينستون، إليزابيث تسوركوف، جاء بعد شراكة حاسمة مع رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني”.
وفُقد أثر تسوركوف، طالبة الدكتوراه في جامعة برينستن الأميركية، في العراق، ذار) 2023. واتهمت إسرائيل كتائب حزب الله بخطفها.
وفي الساعات الأولى بعد الإفراج عنها وتسليمها إلى سفارة واشنطن في بغداد، أعلنت وسائل إعلامية أن “صفقة الإفراج عن تسوركوف تضمنت التزاماً بانسحاب أميركي كامل وتجنيب العراق الدخول في صراع جديد”.
كما ذكرت وكالة تسنيم الايرانية إن “إسرائيل ستقوم بتسليم عناصر لبنانية وعراقية، بينها عنصر البحرية، عماد أمهز، الذي اعتقلته قوة كوماندوز إسرائيلية، في البترون شمال لبنان، تشرين الثاني 2024”.
لكن مصادر سياسية أكدت للشرق الأوسط أن “لبنان لم يُبلغ باستعادة أحد مواطنيه، وحزب الله اللبناني لم تعلن أن رجلها أمهز سيكون ضمن صفقة تبادل”.
مصدر امني اكد ان “تسوركوف سُلّمت بلا أي صفقة”.
تسوركوف وحيدة في المنزل
وانخرطت جهات متعددة في عملية تسليم تسوركوف.
وبسبب التنافس ومصالح سياسية متضاربة، قدّم أشخاص اطّلعوا أو شهدوا مراحل من العملية روايات متضاربة عن الساعات الأخيرة التي قضتها تسوركوف في بغداد، قبل أن تقلع طائرتها إلى تل أبيب، بعد توقف مؤقت في مطار دولي، على البحر المتوسط.
وذكرت الشرق الأوسط أن تسوركوف “تُركت لوحدها في منزل مستأجر 4 ساعات قبل وصول القوة الحكومية المكلّفة نقلها وتسليمها إلى السفارة الأميركية”.
وقالت المصادر إن “الجهة الخاطفة نقلت المختطفة في اليوم الأخير قبل تسليمها إلى منزل في حي الجادرية الراقي وسط بغداد، بالقرب من المبنى الجديد للبنك المركزي العراقي”.
ويُفضّل غالبية قادة الأحزاب السكن في هذا الحي القريب من ضفاف نهر دجلة، ويضم فيلات فاخرة ومجمعات تجارية.
وفي السنوات الأخيرة أخذ الحي يتوسع بسبب ما يُعتقد أنه انفجار مصالح مالية لفاعلين في هذه الجهات.
وبحسب المصادر، فإن المنزل يعود لسياسي متقاعد كان قد استأجره قيادي بارز في فصيل مسلح، لاستخدامه في تنفيذ مهمات خاصة، واجتماعات مع مسؤولين على صلة بالفصيل.
ووصل رجال بزي عسكري إلى المنزل وهم يصطحبون تسوركوف. كان أحدهم يحاول مساعدتها على النزول من السيارة الفاخرة المظلّلة بسبب آلام في ظهرها.
اين تم حجز تسوركوف
وقال أحد المصادر، إن “مفرزة أمنية ترددت للوهلة الأولى في التحرك إلى الموقع الذي حدده عناصر الفصيل المسلح، لكن قوة حكومية كانت قد وصلت إلى هناك ودخلت المنزل، وعثرت على تسوركوف وحيدة”.
وخلال فترة احتجازها، قام عناصر من الكتائب بنقلها بين مواقع وأبنية مختلفة، كان بينها منزل بواجهة متهالكة للتمويه على فيلا فخمة مكثت فيها تسوركوف إحدى فترات احتجازها.
وقال مسؤول في جهاز أمني، إن القوات الأميركية كانت قد رصدت مرتين موقع تسوركوف، لكنها لم تنجح في الوصول إليها.
كما أشار مسؤول حكومي إلى أن “عمليات أمنية جرت في فترات متباعدة خلال فترة اختطافها، في محاولة لتحريرها، استناداً إلى معلومات استخبارية، لكنها جميعاً لم تُكلّل بالنجاح”.
مساء يوم 9 أيلول، وصل رجال أمن من قوة حكومية، مع مسؤولين بارزين في مكتب رئيس الحكومة لتسلم تسوركوف.
وكانت منهكة وهي تستمع إلى شرح من أحد الأشخاص حول بروتوكول نقلها: “أنتِ حرة الآن (…) يمكنك الوثوق بمن في هذه الغرفة، سوف ننقلك إلى جناح فندقي قرب المنطقة الخضراء”.
قالت المصادر إن تسوركوف استجابت للفريق الحكومي فقط بعد أن استمعت إلى تطمينات من أشخاص يتحدثون اللغة الإنجليزية. كانت تظن في البداية أنها لا تزال في عهدة الخاطفين.
وبحسب المصادر العراقية، فإن السلطات تحققت من هوية تسوركوف عبر وثائقها الرسمية، وأجرت فحصاً طبياً لتقييم حالتها الصحية.
وقال مسؤول إن “الحكومة العراقية طلبت من السفارة الأميركية في بغداد إجراء فحص إضافي عند تسلمها”.
وخلال وجودها في الفندق، رفضت تسوركوف إجراء مقابلات مع مسؤولين عراقيين كانوا ينوون الحديث معها وتقديم هدايا.
في تلك اللحظة، ترددت السفارة الأميركية في تسلم تسوركوف، بسبب حاجتها لإجراء اتصالات مع الإدارة الأميركية في واشنطن.
بينما كان الجميع ينتظر كتابة مشهد النهاية لقصة تسوركوف، باغت الرئيس الأميركي دونالد ترمب بغداد بإعلان استباقي لإطلاق تسوركوف.
وتابعت الصحيفة انه “قبل أن تأخذها عجلة مصفحة رفقة أفراد أمن تابعين إلى السفارة الأميركية إلى المطار، تمكنت تسوركوف من استعادة كتب ومقتنيات كانت قد جمعتها من أسواق بغداد قبل اختطافها”.
وبينت انه “في يوم الخميس 11 ايلول 2025، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن تسوكروف تحدثت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، وشكرت جميع الذين ساهموا في إطلاق سراحها”.