أخبار منوعةتجاربتحليلات وتقاريرتحليلات وتقارير

صالات الـ”جيم” أقذر من مقاعد المرحاض بـ362 مرة… ماذ كشفت الدراسة؟

روافدنيوز/متابعة

الذهاب إلى الجيم من المفترض أن يكون مفيداً لصحتك، لكن ماذا لو كانت الأجهزة المصممة للحفاظ على لياقتك مليئة بالجراثيم؟ تقرير صادر عن موقع FitRated لمراجعة معدات اللياقة كشف إحصائية صادمة: الأوزان الحرة في الجيم قد تحتوي على بكتيريا أكثر بـ362 مرة من مقعد المرحاض.
الادعاء الذي انتشر على نطاق واسع في عناوين الأخبار أثار القلق فوراً. هل يمكن حقاً أن تكون الدمبل وأجهزة الجري أقذر من الحمام؟

زار باحثو الموقع ثلاث صالات رياضية كبرى وأخذوا مسحات من 27 قطعة معدات مختلفة — بما في ذلك أجهزة الجري والدراجات الثابتة والأوزان الحرة. تم قياس كثافة البكتيريا باستخدام وحدة CFUs (وحدات تكوين المستعمرات) لكل بوصة مربعة، وهو معيار ميكروبيولوجي شائع.

النتائج:

  • الأوزان الحرة: أكثر من 1.1 مليون وحدة CFU لكل بوصة مربعة — أي أكثر بـ362 مرة من مقعد المرحاض (استناداً إلى دراسة منفصلة).
  • أجهزة الجري: حوالي 74 مرة أكثر من صنبور حمام عام.
  • الدراجات الثابتة: نحو 39 مرة أكثر من صواني الكافيتيريا.

الأخطر أن نحو 70% من البكتيريا التي تم تحديدها كانت محتملة الضرر، بما في ذلك سلالات مقاومة للمضادات الحيوية غالباً ما ترتبط بعدوى الجلد والجهاز التنفسي والدم.

لماذا تتجمع الجراثيم في الجيم؟

قد يبدو الأمر مفاجئاً، لكن الصالات الرياضية توفر بيئة مثالية لتكاثر الميكروبات:

الأسطح المشتركة: المقابض والأوزان تُلمَس من عشرات أو مئات الأشخاص يومياً.
الرطوبة والعرق: البكتيريا تزدهر في الأجواء الدافئة والرطبة.
قلة التنظيف: على عكس مقاعد المرحاض التي تنظَّف باستمرار، قد لا يتم تعقيم الأجهزة بين كل استخدام.
الازدحام: حركة المستخدمين الكثيفة تترك وقتاً قليلاً لطاقم العمل كي ينظف بشكل كامل.

رغم جاذبية الأرقام، هناك قيود واضحة:

حجم العينة: 27 مسحة فقط، وهي قليلة جداً لاستخلاص نتائج شاملة.
المقارنة: أرقام مقاعد المرحاض جاءت من دراسة أخرى في مدارس ابتدائية، وليست من الصالات نفسها.
غياب المراجعة العلمية: التقرير لم يُنشر في مجلة علمية ولا تحقق منه باحثون مستقلون.
السياق: معظم البكتيريا غير ضارة، ووجودها لا يعني بالضرورة الإصابة بالمرض.

حتى منصة Snopes المتخصصة في التحقق من الأخبار أكدت لاحقاً أن الادعاء يستند إلى بيانات حقيقية، لكنه لا يرقى إلى مستوى العلم الدقيق.

ماذا قال الخبراء والإعلام؟
رغم ضعف الدراسة، تعاملت العديد من وسائل الإعلام مع النتائج كجرس إنذار مفيد:
في 2024، أعادت Snopes مراجعة الادعاء مؤكدة قيوده، لكنها أقرت بأن الصالات الرياضية بالفعل يمكن أن تكون بيئة غنية بالبكتيريا.

كما أن بعض الحالات الواقعية دعمت الفكرة، منها إصابة امرأة أسترالية (26 عاماً) بعدوى فطرية شديدة في فروة رأسها بعد استخدام معدات جيم غير نظيفة، ما أدى إلى تساقط شعرها مؤقتاً.

كيف تحمي نفسك في الجيم؟

الخبر الجيد هو أن السلامة لا تتطلب تجنّب الجيم. بعض الخطوات البسيطة تقلل الخطر بشكل كبير:

  • مسح الأجهزة قبل وبعد الاستخدام بالمناديل المعقمة.
  • غسل اليدين جيداً بعد التمرين.
  • تجنّب لمس الوجه أثناء التمارين.
  • استخدام منشفة نظيفة أو واقٍ على المقاعد والحصائر.
  • الاستحمام وتغيير الملابس مباشرة بعد التمرين.
  • تغطية أي جروح أو خدوش لتجنب دخول البكتيريا.
  • ارتداء شبشب في الحمامات المشتركة لتفادي العدوى الفطرية مثل “قدم الرياضي”.

إذن، هل معدات الجيم أقذر حقاً من مقعد المرحاض؟ الجواب: نعم ولا. تقرير FitRated كشف مدى تلوث الأجهزة المشتركة، لكن منهجيته تترك مجالاً للشك. ما هو مؤكد أن الصالات الرياضية بيئة عالية التلامس حيث تنشط الجراثيم.
الحل ليس الابتعاد عن التمارين، بل التعامل بجدية مع النظافة. ببعض الاحتياطات البسيطة — مثل مسح الأجهزة وغسل اليدين والاستحمام — يمكنك حماية نفسك وضمان أن يبقى الجيم مكاناً لبناء الصحة لا نشر الأمراض./انتهى

Rawafed News

وكالة روافد نيوز الإخبارية” وكالة عراقية بنكهة عربية اصيلة لاتمثل ولاتمت باي صلة لاي جهة حزبية او سياسية سواء داخل وخارج العراق هدفها نقل الحقائق كما هي دون تزييف او رتوش تنبذ العنف والطائفية والاستغلال البشرية وتعمل على نشر مفاهيم المحبة والامن والسلام في العالم وتحترم خاصية كل الاديان والطوائف والمذاهب وتعزز من الروابط الاجتماعية بين الناس

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x