تحليلات وتقاريرتحليلات وتقاريرملفات و تحقيقات

الرسم موهبة بالفطرة تكتسب جمالها تدريجياً

روافدنيوز/ أحمد الشمري

يُعد الرسم هو أول المواهب التي يلجأ إليها الانسان في بداية حياته، ويبقى بعدها الخيار متروكاً له إما ان يُكمل او يتجه الى موهبة اخرى لكن يبقى لديه الحنين إلى الرسم. إنّ موهبة الرسم تتطور وفق اساسيات مختلفة ومنها التعليم في المدارس . أن دور المدرسة لم يعد منحصرًا في تدريس الكتب المدرسيّة، بل تعدّى ذلك إلى الإسهام في بناء شخصيّة الطالب بمختلف أبعادها التربويّة والاجتماعيّة والسلوكيّة والثقافيّة وشمل المواد الأخرى، كالتربية الفنّيّة التي لا تقلّ قيمة عن غيرها من العلوم . والتربية الفنّيّة جزء من المناهج الدراسيّة التي من شأنها تطوير مهارات التذوّق الفنّيّ والإبتكار لدى الطلّاب ومساعدتهم على تطوير حبّ الفنّ والفنون، وتنمية الإحساس بالجمال لديهم في مختلف الإنتاجات الفنّيّة.

وتحدثت لنا الرسامة زهراء ميثم القريشي ، عن موهبتها في الرسم ، قائلةً: بدأت تنمو لدي موهبة الرسم في سن مبكر جداً ، وقد طورت الموهبة تدريجياً ، فالرسام الذّي تسيطر عليه فكرة معينة لا يهدأ له بال حتى يحولها الى لوحة وألوان تمتزج بين خياله وواقعه، وللرسم اهمية فهو يخفف من الضغوط النفسية ، وكثيرا ما عبرت عن شعوري الداخلي بالرسم ، وهنالك فرق بين أن تفكر بموضوع ترسمه وبين رسم فكرة.

وأضافت القريشي ” لكل صاحب موهبة بدايات فيها أخطاء ولكنني تجاوزت الاخطاء في الرسم من خلال التعلم وبمساعدة فيديوهات تعلم الرسم على اليوتيوب وهو ما اجده مناسباً ليّ لأن في مجتمعنا ليس متاحاً لجميع البنات تطوير المواهب ولا توجد لهن فرصة تعلم الرسم من خلال المعاهد أو الورش بينما يكون متاحاً مشاهدة فيديوهات اليوتيوب وهن جالسات في البيت. ولفتت القريشي الى ” هنالك دور للمهرجانات والمعارض الفنية والمسابقات فهي ذات أهمية كبيرة في اعطاء الحافز للرسام ويعزز من ثقة الاهل بمواهب الابناء، وكانت لي مشاركات مدرسية وشاركت في معرض على صعيد المحافظة.

في حين قال لنا الموهوب علي صلاح : إن ممارسة هواية الرسم لها فوائد كثيرة، فهي فهي تساعدني على الاسترخاء والتخلص من التوتر وكذلك الضغوط اليومية. كما أنها تنمي لدي روح الإبداع والإبتكار لأشياء عديدة ، كما انها تزيد من ثقتي بنفسي عندما أرى تطوراً ملحوظاً على  مستواي في الرسم. فضلان عن ذلك ذلك، تعلمت من خلال الرسم الصبر والدقة في انجاز الاعمال، وأصبحت أقدر قيمة العمل المتقن.

واشار صلاح الى “أنني أعتبر الرسم هواية رائعة ومفيدة بصورة خاصة ، فهو يمنحني السعادة والطاقة ويطور من شخصيتي ومهاراتي . وأنصح كل من لديه هكذا موهبة أو رغبة في الرسم أن يطورها ويستمتع بها متى ما حصل على فرصة وفكرة جديدة، فالهوايات تجعل حياتنا أجمل وأكثر متعة. كما وأتمنى أن أحقق أحلامي في هذا المجال الجميل وأصبح فناناً مبدعاً في المستقبل.

بينما قالت فاطمة حاتم الكعبي : ابنتي نور ، مهاراتها جيدة بالرسم منذ الصغر وانا كنت الداعم الأول لها وكذلك الأب والابناء ، كما اننا كثيراً ما نعرف بموهبتها على الاقارب وتجد التحفيز ايضا . واضافت الكعبي ” كثيرا نا أحببت جاهدةً أن أسلط الضوء على موهبتها في الرسم وأعزز هذا الإهتمام لديها، لتكون بمثابة القارب الذي  يعبر بها بأمان خلال اعوام الطفولة والمراهقة، ولتبتعد أيضاً عن وقت الفراغ الزائد والملل الذي بدوره يؤدي للمفسدة وتغير السلوكيات. ونوهت الكعبي الى ” نحن كأمهات ندرك جيدا أهمية البحث وإيجاد وسائل لتفريغ الطاقة لدى أبنائنا وفن الرسم هو واحد من هذه الأساليب التي نلجأ إليها في أغلب الأوقات.

أما عن دور الإرشاد والتوجيه العلمي والتربوي، تحدث الاستاذ التربوي حسين مهدي ، قائلاً : من الامور التي يجب على المدارس التركيز عليها هي تنمية مهارات المواهب وخاصة في مجال الرسم والتلوين لدى الطلبة، من خلال أقامة ورش عمل متخصصة، والتي تعد رابطاً فنياً يجمع بين الطلبة والفن، ومنه الى تفجير طاقاتهم واستيعابها في لوحة قد تكشف عن موهبة فنية واعدة، لاسيما مع احتكاكهم وتعرفهم على فنانين تشكيليين محليين يساعدهم في الحصول على أساسيات الرسم وتعليمه، ويمن خلاله يصححون الأخطاء الفنية، ليتمكن الرسام الموهوب من تداركها مستقبلاً.

واشار مهدي الى ” أن هنالك أهمية لدور الفنون البصرية في تهذيب النفس والسلوك لدى الطلبة والموهوبين بشكل عام ، وهي تحقيق التوازن الانفعالي لهم، وأيضاً تعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع والاسرة والهوية الوطنية عبر ممارسة الرسم والذي له دور كبير في تنظيم عملية التوافق العصبي والعضلي لدى الطلبة./انتهى

Rawafed News

وكالة روافد نيوز الإخبارية” وكالة عراقية بنكهة عربية اصيلة لاتمثل ولاتمت باي صلة لاي جهة حزبية او سياسية سواء داخل وخارج العراق هدفها نقل الحقائق كما هي دون تزييف او رتوش تنبذ العنف والطائفية والاستغلال البشرية وتعمل على نشر مفاهيم المحبة والامن والسلام في العالم وتحترم خاصية كل الاديان والطوائف والمذاهب وتعزز من الروابط الاجتماعية بين الناس

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x